حذر الشيخ محمد حسان من الأزمة الحالكة التى تحياها مصر والمتمثلة فى الفتنة الطائفية حيث اعتبرها باب الغرب للدخول إلى مصر، والتى تهدد بإحراق البلد وإغراق سفينة المجتمع بأسره، مضيفًا أن هذه الفتنة لا تصيب الذين يشعلون نيرانها فحسب بل تصيب الصالحين أيضًا الذين ينظرون إلى المحن والفتن ويهزون أكتافهم وكأن الأمر لا يعنيهم من بعيد أو قريب ما داموا هم راضين عن حالهم مع الله عز وجل.
وقال الشيخ محمد حسان خلال المؤتمر الأول لائتلاف الدعوة الإسلامية بالمنصورة: إن السفينة إذا غرقت ستغرق المجتمع كله بمسلميه وأقباطه بصالحيه وطالحيه، فهناك قلة قليلة لا يجوز أن تجر مصر كلها إلى الخراب والدمار، مضيفا أن تلك القلة لا تتأدب من آية ولا تحترم حديثا ولا تجل عالما، فهى لا ترى إلا نفسها وتعتقد أن كل من يتكلم على الساحة لا يعرفون وهم وحدهم الذين يفهمون، وعيب على الملتحين أو الإسلاميين أن يتحدثوا فليس من حقهم أن يتكلموا وعليهم أن يظلوا محبوسين فى دورات المياه لأن وظيفتهم فقط تعليم الناس آداب قضاء الحاجة.
وأضاف الشيخ محمد حسان: سئمنا من رفع الصليب مع الهلال، وأنا لا أريد الصليب ولا أريد الهلال أصلا، فما معنى أن يقف شيخ بجوار قسيس ويضع كل منهما يده فى يد الآخر ويقول إن الدين لله والوطن للجميع، بينما القلوب فيها ما فيها من عفن ونتن، فالأمر يحتاج إلى مصارحة وصدق ووضوح بعيدا عن دبلوماسية الحوار والإتيكيت الفكري، فليجلس القادة من الكنيسة والقادة من المؤسسة الرسمية وغير الرسمية فى مجلس صغير صادق واضح ليخرج كل فريق ما يكن فى صدره، وتحسم هذه لقضية بالحل والعدل والكل يطرح ما عنده دون مجاملات.
وتابع لا نقبل على الإطلاق أن تكون المؤسسة الرسمية دولة داخل الدولة، لابد أن تفتح المساجد وتفتح الكنائس، والمساجد تفتش والكنائس تفتش، لكن المجاملة الكاذبة لن تحل المشكلة ويجب أن يكون الكل أمام القانون سواء، الكل يحاسب بكل عدل وإنصاف.
وأضاف الشيخ محمد حسان: أنا أعتبر التحريض أخطر من أولئك الذين ينفذون ويحرقون لأن المحرض خبيث النية، أما هذا الشاب المتحمس فيفعل ذلك من منطلق أن شيخه أو قسيسه دعا إلى هذا الفعل نصرة للدين.
وأكد أن هذه القلة تنفذ أجندات معروفة للداخل والخارج ولم يعد الأمر سرا فهناك 800 مليون دولار ألقيت فى مصر وينبغى أن نكون عقلاء ولا ينبغى لأهل مصر أن يخدعه أحد ولا ينبغى أن نترك مصر لهذه القلة القليلة تجرها إلى هذا الخراب وتغرق السفينة بكل من فيها.
وأشار إلى أن الفتنة الطائفية أكثر الملفات التى يستطيع أعداؤنا أن ينفذوا من خلالها إلى هذه البلد لتقطيع أوصاله، وليس من الحكمة أبدا أن يتكلم الطرف القبطى ويقول بأننا سندول القضية وهذا معناه الاستقواء بالخارج وسعدت كثيرا حين قرأت كلمات لبعض الشباب القبطى الذين قالوا لو نزلت أمريكى إلى مصر سنحمل السلاح فى وجهها، فلا قبطى ولا مسلم يرضى أن يتدخل أجنبى فى بلدنا فلن نسمح لأحد على الإطلاق بأن ينزل على هذه الأرض وسنظل صخرة صلبة تتكسر عليها سيوف المعتدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق